
لقد شرف العميد محمدن ولد أشدو الممثل أبيبات حين ذكره بالاسم مع رؤساء موريتانيا ثم زاده تشريفا حين لمح إلى أنه يتابع أعماله الفنية ثم رفع من شأنه حين جعل مثله من البسطاء يمكن أن يحلم وينال شرف إدارة الشأن العام في الدولة (البتيك)، لكن هذا الأخير لم يرد له الجميل بل على العكس من ذلك تصرف بسذاجة حين شم رائحة الإساءة فيما قال العميد الموقر صاحب الأخلاق الرفيعة والعلم الوافر والسخاء والبذل للمحتاجين والضعفاء...
عند الإطلاع اليوم على فحوى الشكاية تأكدنا أن صاحب الحانوت لم يكتب حرفا واحدا منها، وربما حتى لم يوقع عليها شخصيا، فحسب أحد الحاضرين كان التوقيع (مترقي)، جاءت الشكاية بلغة قانونية و"مؤسسة" على مواد قانونية وكأن أحدهم أو آحادهم ممن ينتصب العداء المهني للعميد كتبها نيابة عنه، ولكن لم تكن له أو لهم من الجرأة ما يؤهله لإظهار اسمه أو صفته وإن شئتم فبصيغة الجمع ....
المضحك المبكي أن الشكاية تضمنت الكذب والافتراء في الوقائع المنسوبة للعميد ليس أقل ذلك ما ورد من أن العميد جلب الضرر لشخص أبيبات حينما وصفه بالسرقة وخيانة الأمانة ووووو لكن الحقيقة التي اطلع عليها كل من تابع البث أن العميد لم يذكر الشخصية الواردة في العمل الكوميدي سوى باقترانها ب"البتيك" وبخيرة رجالات الدولة الموريتانية. فهل ذكر شخصية افتراضية استخدمت اسمها الحقيقي في العمل الفني جنبا إلى جنب مع رؤساء موريتانيا يعتبر إساءة أم تشريفا؟ نبئوني بعلم ....
أكاد أجزم أن العميد المحترم وقتها لا يعرف سوى اسم وكاف البتيك (أبيبات) في العمل الكوميدي المعروف بالوكاف ولا يعرف اسمه الحقيقي حتى، لأن جميع الأعمال الفنية تنفصل فيها شخصية الممثل عن حياته الشخصية، فالعمل الفني هو محل نقد من الجميع، وهذه الأعمال ليست ملكا لمن صدرت عنه وإنما هي مجال عام تصول وتجول فيه الآراء سلبا وإيجابا دون أن يرتبط ذلك بالحياة الشخصية للممثل، فهذه الأخيرة تبقى محل حماية دستورية ومحمية بقوة القانون،...
هنا يجوز لنا أن نسأل هل تعرض العميد المحترم للحياة الشخصية للشاكي؟ هل تعرض له في أهله أو عشيرته أو حتى قبيلته؟ ما هو وجه الإساءة الشخصي للشاكي؟ أم أن الشاكي يرى أن التعرض للعمل الكوميدي الفني الذي مثله في شخصية الوكاف فيه مس بحياته الشخصية؟ وهل سيتغير الأمر لو أنه لعب هذا الدور باسم مغاير؟
لقد أخطأ الشاكي أبيبات خطأ لا يغسله منه ماء البحر حين فكر لبرهة أن العميد أساء إليه ....
ولقد أخطأت النيابة العامة عندما أحالت الشكاية ضد هذه القامة القانونية السامقة وحتى دون أن تكلف نفسها إشعار النقيب مسبقا بمتابعة المحامي ودون أن يكون هناك أي عنصر جزائي في الشكاية ...
وقد أخطأت الضبطية حينما غلبت التعليمات على النصوص وأرادت الإستماع لتصريح العميد من دون أن يكون ذلك بحضور لفيف المحامين الذين حضروا ذودا عن حمى الدفاع المقدس واستجابة للضمير المهني الحي، فليس للمحامين شرطة ولا درك ولكن لهم قوة القانون ومتانة الحجة وصلابة العزيمة وجبروت الإصرار والصبر على الوقوف إلى جانب الحق ....
لكن المفوض بكل أمانة والطاقم الذي يعمل معه تعاملوا بكل مهنية واحترام مع جميع المحامين الذين صلوا معهم اليوم جميع فروضهم باستسثناء صلاة الفجر...
ليست هذه أول محاولة لتركيع المحامي والنيل منه ولن تكون الأخيرة، لكن الحق له رب سيحميه دوما، وله سدنة يقدسونه ويموتون في محرابه خشوعا وتضرعا ولن يضره عواء ذئب ولا مواء قطط ولا نباح كلاب ولا غدر أم عامر ....
ذ. المختار محمد مولود
عضو اللفيف المؤازر للعميد الموقر